القائمة الرئيسية

الصفحات

أسباب حجز الحوثيين لأموال بنك التضامن هل يريد مليار سعودي ورأس هادي أم يريد رأس بنك التضامن

 شاهد أسباب احتجز الحوثيين لأموال بنك التضامن التابع لبيت هائل سعيد مقابل مليار سعودي

حجز أموال بنك التضامن الأسلامي , الحوثي يغلق بنك التضامن الأسلامي ويحجز أمواله , ماذا يريد الحوثي من بنك التضامن

 

بعد ٢٤ ساعة من تجميد الحوثي لودائع بنك التضامن، قام بنشر أمر النيابة الجزائية المتخصصة للبنك المركزي الذي قال فيه أن:
١-السعودية، أعطت الرئيس هادي مليار سعودي عبر حسابات في بنك التضامن (التفاصيل في صورة الأمر المنشور)
٢-الرئيس هادي، قد أدانه الحوثي بتهمة "المساس باستقلال الجمهورية اليمنية وإعانة العدو والتخابر مع دولة الإحتلال إسرائيل".
٣-النيابة الجزائية "الحوثية" ذهبت إلى بنك التضامن تريد فلوس هادي، ولكن وجدت "المماطلة" من إدارة البنك.
٤-تأمر النيابة الجزائية "الحوثية"، محافظ البنك المركزي: "يتم حجز جميع أموال بنك التضامن الإسلامي المودعة لديكم والموجودة في جميع القطاعات المصرفية"
بنك التضامن الإسلامي، هو أكبر وأغنى بنك في اليمن، وهو هيئة مستقلة تمتلكه أسرة هائل سعيد أنعم، أكبر بيت تجاري وصناعي في اليمن ولهم نشاط ناجح في كل أنحاء العالم.
والآن، ما الذي يريده فعلا الحوثي؟
هل يريد الحوثي فلوس هادي؟
أم يريد الحوثي رأس بنك التضامن الإسلامي؟
للإجابة عن هذا السؤال، يجب "نبش عش الحَرِّيب أو الدبابير"
سنفترض أن السعودية- فعلا- أعطت الرئيس هادي مليار ريال سعودي، ثم سننكش عش الدبابير



أولا: متى أعطت السعودية الفلوس للرئيس هادي؟


١-بكل أسف أمر النيابة لم تذكر تاريخ إيداع الفلوس في حساب الرئيس هادي، بالرغم من أنها ذكرت رقمين للحسابات.
٢-المعلقون في الوسائط الاجتماعية، كل واحد يتبع جهة مختلفة، وكل يصرخ بحرقة على المليار الريال وفي جنازة مختلفة (سعودية- إماراتية- قطرية- إيرانية) ولا يشبع من اللطم.
ويبدو أنهم متفقون على أن تاريخ استلام الفلوس كان في عام ٢٠١٢ (يعني قبل ٩ سنوات) عندما تنحى الرئيس صالح للرئيس هادي في العاصمة السعودية الرياض.

لو تتذكروا أن أحد شروط الرئيس صالح للتنحي- في ٢٠١٢- كان أن تدفع له السعودية ميزانية شهرية للمعيشة بعشرات الملايين من الريالات ونفقات حراسة خاصة ل ٢٠٠٠ جندي.

٣-عندما فكرت، تذكرت أن كمية الصرف المهولة للأموال داخل اليمن، كانت قبل سقوط صنعاء عندما اقتحم الحوثيون العاصمة بمساعدة الرئيس السابق صالح في ٢٠١٤.
أكيد أن السعودية، كانت تدفع للرئيس هادي منذ لحظة تعيينه وربما حتى قبل ذلك، فهذا هو حال اليمن وحال اليمنيين.

هناك دائما جهة خليجية عربية أو ليبية أو إيرانية يعجبها اللعب باليمنيين.
واليمنيون- واليمنيات- تعجبهم هذا النوع من المداعبات والملاعبات، وجاهزون بتلوين الرايات والشعارات.

ولكن الغالب أن المبالغ المهولة التي كنا نراها تصرف أمام أعيننا على شاشة التليفزيون يوميا كانت في ٢٠١٤، وكانت كلها تصرف على قبائل طوق صنعاء.


ثانيا: فلوس في صنعاء ٢٠١٤

١-مكوكيات للإمارات
زيارات وزير الدفاع الأسبوعية للإمارات في ٢٠١٤.
وزير الدفاع اليمني في الحكومة التوافقية الانتقالية، كان جنوبيا وهو محمد ناصر، وكان من نصيب الرئيس صالح وكان يزور الإمارات أسبوعيا.
الإمارات، في تلك الأيام لم يكن لها أي تواجد عسكري في اليمن ولم يكن لصنعاء أي علاقات عسكرية بأبو ظبي ولكن وزير الدفاع لم يتوقف عن رحلاته المكوكية بين البلدين.
اليمنيون، يعرفون أن في جيب محمد ناصر عشرات الملايين من الدولارات.
وكان مدير مكتب محمد ناصر حوثيا، كما اتضح فيما بعد.
وكان محمد ناصر متواصلا مع الرئيس المتنحي صالح الذي كان مازال محتفظا بسيطرته على ألوية الحرس الجمهوري مع إبنه أحمد وبولاء الجائفي قائد قوات الاحتياط.
وصرف محمد ناصر الكثير من الأموال لعقداء وعمداء داخل الجيش اليمني.
كان محمد ناصر يأمر عمداء الجيش الذين كلهم من قبائل طوق صنعاء وكانوا ينفذون أوامره.
عمداء جيش من قبائل طوق صنعاء، لا يمكن أن يسمعوا وينفذوا أوامر وزير دفاع من الجنوب إلا إذا كانت قد امتلأت جيوبهم بالأموال وكان أيضا في نفس الوقت على نفس الخط مع الرئيس صالح.

وكانت الإمارات على علاقة حميمية مع الرئيس صالح باستثمارات وودائع وزيارات خاصة منتظمة لأولاده وأولاد أخيه وأحفاده.

وكانت علاقة السعودية مع الرئيس صالح أكثر من حميمية وفي قمتها عندما عمل مظاهرة حاشدة في "جمعة شكراً للملك عبدالله" الذي أنقذه من الموت ب١٧ عملية جراحية في الرياض بعد أن تعرض لتفجير جسمه في ٣ يونيو ٢٠١١ في مسجد الرئاسة بصنعاء.

وكانت هناك اجتماعات منتظمة لما أطلق عليه إسم "خلية اليمن" السرية في أبو ظبي لولي العهد الإماراتي ومستشار الملك عبدالله التويجري ووزير دفاع اليمن "التوافقي" محمد ناصر، وهي أحد أسباب رحلاته المكوكية.

وكان السبب الآخر لوزير الدفاع شخصيا، بإيداع أموال في حسابات شخصية واستثمارات وشراء عمارات وأسواق ومولات في الإمارات.

الفلوس التي كانت تدفع لوزير الدفاع ولعمداء الجيش لكي لا يتدخلوا ضد الاقتحام المخطط له والمتوقع من قبل الحوثي المتحالف مع قوات الرئيس صالح، كانت من دولة الإمارات.

٢-أكياس فلوس هادي
في صيف ٢٠١٤، كان المشهد الذي يتكرر كل يوم هو تلك الطوابير الطويلة لمشائخ قبائل طوق صنعاء.
كانوا كلهم يغطون رؤوسهم ب "القُبْعْ" المائل على جنب (علامة الكَوْمَنَة أو الفشر والأناقة) أو المائل على الجبهة (علامة الهنجمة والسيطرة).
وكانوا يتأزرون بالعَسيب.
العسيب، كان يوما أخضر اللون ويوما آخرا جلدي بني اللون حسب إذا كانوا جاؤوا من قبائل حاشد أو بكيل.
كان لون العسيب فقط هو الذي يختلف.
كانوا كلهم يقفون في الطوابير لمصافحة هادي.
كانوا كلهم يستمعون لنفس خطاب هادي الذي ينفخهم ويمجدهم بأنهم الحارس الأمين لعاصمة اليمن صنعاء.
كانوا كلهم يخطبون بالكلمات القبلية التي تخرج ملئ الفم عن ولاءهم للدولة وأنهم لن يسمحوا لقبائل "جرعة الحوثي" التي نصبت الخيام من الجهات الأربع المحيطة للعاصمة بدخول صنعاء.
وكانوا كلهم يخرجون من عند الرئيس هادي إلى صالة يتسلمون أكياسا بلاستيكية دعاية منتفخة بالنقود ويعودون إلى بيوتهم وقد زاد ميلان "القُبْعْ" قليلا على جنب الرأس أو الجبهة.
لا تخفي على اليمنيين، خافية.
تلك الفلوس، كانت من السعودية والذي سلمها كان رئيسا "عَرْطَة" لُقْطَة.
وكل ما قامت به قبائل طوق صنعاء أنها استلمت ما هو "رزق من عند الله" كما يحدث في كل العهود وكل العصور مع كل جهة والجهة التي تقف ضدها.

٣- خيام الحوثي من الجهات الأربع
وكان الحوثي، قد نصب الخيام حول صنعاء وملأها بآلاف من عامة قبائل طوق صنعاء.

كانوا هم من نفس القبائل الذين رأينا مشائخهم في التليفزيون في طوابير يصافحون الرئيس هادي وهو ينفخهم بالكلمات الرنانة وينفخونه بوعود الولاء ثم يتسلمون الأكياس المنفوخة بالفلوس.

جلب هذه الألوف من قبائل طوق صنعاء بالسيارات والمواكب وحشدهم في جهات صنعاء الأربع داخل خيام لا تتوفر إلا مع الدولة والجيش، وإطعامهم ثلاث وجبات، وتزويدهم بالقات، والصرف لهم بمصروف يومي لهم ولأسرهم، يحتاج لأموال طائلة.
قبائل طوق صنعاء، لم تحتشد في خيامه من أجل جمال سواد عيونه أو حسن منطقه أو حتى لأنه حفيد النبي كما يدعي.
الذي حشد قبائل طوق صنعاء في خيام محاصرة صنعاء، هو المصروف اليومي من الحوثي وبموافقة مشائخهم- الذين كانوا في الصباح عند الرئيس التوافقي هادي- بناء على أوامر من الرئيس السابق صالح وبفلوس زيادة من صالح.

وكما قلنا لا تخفى في اليمن، خافية.

الذي زود الحوثي والرئيس صالح بالفلوس، للقضاء على الفترة الانتقالية التوافقية، كان دولة الإمارات.

٤-أكياس ساحات الاعتصام وقناة الجزيرة
ساحات الاعتصامات والاحتجاجات والمسيرات والمعارك الكبرى ضد الحرس الجمهوري في أرحب ونهم والحصبة والجيش الحامي لثورة الربيع العربي بقيادة الفريق علي محسن، التي تسببت بإسقاط ٣٣ سنة من حكم الرئيس صالح، أيضا كانت تحتاج فلوس.

والفلوس، كانت تأتي من قطر.

والفريق علي محسن وقيادة حزب الإصلاح، زاروا قطر.

وقطر، كانت تتبنى ما يسمى بثورة الربيع العربي التي ابتدأت كتذمر شعبي عام بسبب انهيار الطبقة المتوسطة في الجمهوريات العربية ولكن سرعان ما ارتفعت على أكتافه حركة الإخوان المسلمين لأنها كانت الجهة الوحيدة المنظمة الجاهزة للقيام بهذا الدور.

وفعل قناة الجزيرة كان أقوى من كل الفلوس.

اعتلاء حركة الإخوان المسلمين على جسم ما يسمى بحركة الربيع العربي، زود الربيع العربي بزخم وجعلها سيلا هادرا ضد الأنظمة العربية الجمهورية الفاشلة ولكنه في نفس الوقت تسبب لها بحشد مضاد لكل من توجس من قوة الإخوان المسلمين.

٥- إيران تكسب بفلوس أقل
إيران، صرفت أيضا فلوس على الحوثي ودربت ميليشياته وسلحتها وزودتها بالخبرات العسكرية والسياسية والتكتيكية والإستراتيجية.

بفلوس أقل وبحرفنة وحرفية أكثر، لطشت إيران والحوثي بلاد اليمن من فم قطر والإخوان المسلمين ومن فم الإمارات والسعودية


ثالثا: هل يريد الحوثي فلوس هادي؟


الحوثي، في صيغة أمر النيابة الجزائية للبنك المركزي بحجز أموال بنك التضامن يقول أنه إنما يريد فلوس هادي التي صرفتها له السعودية قبل عدة سنوات للتكفل بمصاريف الاستمرار بالفترة التوافقية الانتقالية.

وإن كان هناك لبسا والتباسا وإشكالية في فهم السعودية، ودور التويجري مستشار الملك عبداللة في الخلية الإماراتية الخاصة بوأد الفترة الانتقالية.

الحوثي- نفسه- استلم فلوس من الإمارات ومن إيران في نفس الفترة للقيام بجهده وللتكفل بمصاريف القضاء على الفترة التوافقية الانتقالية.

نقصد من هذا بأن الحوثي، لا يمتلك ترف إدعاء العفة والشرف والطهارة في مسألة استلام الفلوس من دولة أجنبية أو العمالة لدولة أجنبية.

هذه بلاد قد أصبحت موبوءة بقمل وكُتَنْ وحشرات الفلوس الأجنبية والعمالة للأجانب، مثل فراش للراحة والنوم في سمسرة على طريق من طرقات اليمن.

الحوثي، لا يريد فلوس هادي ولا هو زعلان على الشرف والطهارة.

المليار ريال سعودي، قد صرفت وانتهت منذ سنين.

وإذا كان القليل أو الكثير منها قد تسرب إلى جيب الرئيس هادي، فهذا هو ما يفعله رؤساء ونخب اليمن وعلى رأسهم قائد المسيرة القرآنية نفسه: عبدالملك الحوثي.
وإذا كان مازال مع الرئيس هادي أموالا في بنك التضامن فهي في فروعه في الخارج.

رابعا: الحوثي يريد بنك التضامن الأسلامي 



١-هل أخطأ بنك التضامن باستقبال أموال من المملكة السعودية لرئيس الجمهورية اليمنية؟
لا.
٢-هل كان يستطيع بنك التضامن رفض استقبال أموال من المملكة السعودية لرئيس الجمهورية اليمنية؟
لا.
٣-هل يستطيع بنك التضامن إفشاء أسرار عملاءه أو زبائنه أو يسلم أموالهم التي في فروعه للخارج، للحوثي؟
لا.

٤-هل يمكن أن تبقى المليار ريال سعودي حتى الآن كما هي، بعد كل هذه السنين، داخل بنك التضامن؟
لا.

٥-هل قدم بنك التضامن خدمات مالية مشابهة أو أكثر، للحوثي وللرئيس صالح؟
نعم.
١٠٠٪؜ نعم.

 ما الذي يريده الحوثي من بنك التضامن؟


الحوثي، يريد بنك التضامن نفسه.
بنك التضامن، أغلى مئات المرات من المليار السعودي.
وبنك التضامن، سيعطيه مليارات سنوية منتظمة.
وبعد بنك التضامن، سيضع الحوثي عينه ويطبق بيده على المصانع التابعة لأصحاب بنك التضامن.
مقال Abdulkader Alguneid


تعليقات