القائمة الرئيسية

الصفحات

البن اليمني يتصدر قائمة المنتجات المتصدر لجميع العالم

 البن اليمني يتصدر قائمة المنتجات المتصدر لجميع العالم  عيد موكا الثالث

البن اليمني يتصدر قائمة المنتجات المتصدر لجميع العالم


إذا كان هناك من صفة تُلخص شخصية اليمني على مدى الزمان، فهي الدفء، الروح الحميمية، الفضول، الحماس والشغف الفائض ملء القلب والدرب.هذا الحضور الروحي الملهم للشخصية اليمنية، يتجلى حتى على مستوى أشياءهم المادية ومنتجاتهم الطبيعية. 

ولهذا كان أهم ما صدّره اليمني للعالم هو البن، والبن مشروب يرمز للدفء أيضًا، اكتشاف يمني لتعديل مزاج العالم، ترياق لكسر الوجوم في الغبش، شراب البكور الأصيل، يحمل خصائص اليمني بكل ما فيه من انتعاشة وبشاشة، فاتحة الضحى وحلقة الوصل بينك وبين نهار جديد. 

البن اصله يمني وهو اكثر ما تميز به الفلاح اليمني منذو العصور القديمة


في العالم أراضي زراعية خصبة وواسعة، ولقد زرعوا البن مثلنا، لكن النتيجة لم تكن واحدة، وجوهر الحكاية ليس في الطين ولا في البذرة، أظن مخبأ السر هو في الروح المحيطة بالشجرة، الإنسان اليمني، وطاقة الحنين المتأصلة فيه تجاه الأرض، مُزارع البن بسحنته البسيطة، يستيقظ كل صباح ليتفقد شجرته وما يزال يملك شفرته الخاصة المتصلة بالطبيعة، يتغذى منها ويغذيها، وبينهما ذبذبة مشتركة لا تتوقف.
أنا مؤمن بهذا التفسير الباطني للنكهة والمذاق، مؤمن بالتواصل السري بين الإنسان اليمني والكون، الإنسان والشجرة، وكل أشياء الوجود..وهذا ما يمنح البن اليمني تأثيره السحري الخاص. 

شئيًا فشئيًا، طغت الآلة الحديثة على كل تفاصيل الحياة في الكوكب، تدخلت التقنية بين الإنسان والطبيعة، ساعدته في مواضع كثيرة وسهلت عليه مهمته؛ لكن هذه الفائدة، لم تكن دون كلفة، لقد خففت عناء الإنسان ، ضاعفت رصيده المادي وجردته من ذخيرة الروح، والنتيجة: كثير من الربح وقليل من الدفء. وحده اليمني ما يزال فقيرًا ودافئًا، مرهقًا وتشع الحياة من عينيه وحديثه وملامحه ومنتجاته وليس البن سوى واحدة من مفرداته. 

وبينما تكاد مدن العالم _بكل نعيمها واستقرارها_أن تتحول لجثة باردة، تجد شوارع اليمن مجروحة؛ لكنها نابضة بالحياة، وفي الريف كما المدينة، في كل بقعة يسري الدفء وتلمس الألفة ، تحت كل حجر حياة وأسفل كل شجرة ظل أليف. 

أتذكر عبارة أثيرة لفيلسوف يوناني كان يقول: وحدهم الشرقيون عرفوا شيئًا عن الروح، وأقول في نفسي، وحدهم اليمنيون ما يزالون يحتفظون بقوة الروح، انفعالاتها الأولى، حيث الحياة الحديثة بكل برودتها لم تسلبهم تلك الخصيصة ولم تتمكن من تبريد غليانهم الروحي بعد..وهو ما ينعكس أثره على الطبيعة ومنتجاتها أيضًا. 


اهم ما يميز البن اليمني
ليس البن اليمني وحده ما يتصف بهذا السحر، كل ما له علاقة بالبئية اليمنية ما يزال محتفظ بعناصره العذرية، خذوا المرأة اليمنية نموذجًا، في حين تكاد نساء العالم يتحولن لمجسمات آلية، قطعة خاوية من الروح، تحتفظ اليمنية بذلك الدفء الخاص، الملامح المتسقة مع ذائقة النفس، الطيبة والسخاء وروح الأمومة، لا شيء يفصل بين روحها وملامحها وبين عين الناظر، ما تزال اليمنية كحبة البن، تحمل السر في روحها وقادرة على انعاش الروح من النظرة الأولى، الرشفة الأولى، تسري تلك اللذعة وتمنحك النباهة من أول مصادفة للحديث معها. 

ما يزال اليمني بكرا،لم تتدخل التقنية بعد لتفسد صنعة الرب، ولم تفقد اليمنية رائحتها النابعة من قلب الطبيعة، طبيعتها، جسد دافء كالنهار_كما يقول شاعرها المقالح_وقلب نابض بالحياة وبالشغف.  
وما تزال الطبيعة اليمنية محروسة من البرود، الحب والبن، البر والبحر، كل شيء هنا محتفظ بسخونته، وهذا ما يمنحنا إمكانية لتقديم مزيج مدهش للعالم، نجمع فيه بين مكاسب الحداثة وخصائص الطبيعة الأصلية، نتفادي تشوهات الحياة الحديثة وقد تكشفت قبل وصولها إلينا بشكل كبير. ونواصل تصدير الروح اليمنية والبن للعالم، نضاعف من انتاجنا له، دون أن نسمح بفقدان سحره ومذاقه وأصالته. 


 



The most important Yemeni export to the world is coffee


Article by
 Mohammed Dabwan Al-Mayahi

مواضيع قد تعجبك: 

تعليقات