أفضل طريقة للتعامل مع أي شخصية مبدعة الشعراء، الرسامين، العازفين، الكُتّاب الروائيين، وكل روح مبدعة، وجدت لتعيش دروب المآساة.
لعل أفضل طريقة للتعامل مع أي شخصية مبدعة، هو أن تواجهوه بقسوة، وترفضوا له أي طلب، لا تستجيبوا لصرخاته مهما كانت حقيقية، دعوه يصطلي بنار الحياة جيدًا ، هذه الفئة من الناس يتوجب حرمانها من كل احتياجاتها الفطرية، يُطردوا من المنازل، ويُزج بهم في السجون، وسيكون من اللائق أن تجبروهم على الأعمال الشاقة وتعرضوهم لمختلف أنواع الأذئ.
الشعراء، الرسامين، العازفين، الكُتّاب الروائيين، وكل روح مبدعة، وجدت لتعيش دروب المآساة . يتوجب أن يعيشوا حياتهم مشردين على الأرصفة، يهيموا على وجوههم في كل واد كالكلاب الضالة. دعوهم يجربون كل أنماط الحياة الصادمة، يختلطون بالمجرمين وأصحاب السوابق، يغازلون النساء الحمقاوات ويتعرضون للصد منهن، يدخنون السجائر الردئية ويشربون أرخص أنواع البيرة، يسامرون السكارى وأصحاب الفضيلة معًا ، وينامون محرومين من الأحضان الدافئة. هكذا تُحرس الموهبة ويحتفظ المبدعون بأرواحهم مشتعلة وقادرة على التقاط المعنى من الجروح المفتوحة وفهم أغوار النفس البشرية المضطربة.
أقرأ ايضاً:
*أفضل طريقة لأختبار جمال النساء
لا قيمة لموهبة لا تختبر دروب الحياة بكامل أزقتها
لا تشفقوا عليهم ولا تنهروهم، لا تستاؤوا منهم ولا تحاسبوهم، لا تلزموهم بشيء ولا تنزعجوا من خطاياهم، تحملوا نزقهم وتقبلوهم بكل اعتلالاتهم، دعوهم يخوضون التجربة بكل عثراتها ونجاحاتها . راقبوهم من بعيد، تابعوهم بإهتمام جيد واحتفوا بمنتوجهم فحسب.
لا قيمة لموهبة لا تختبر دروب الحياة بكامل أزقتها، كيف يمكن للأدباء أن يفهموا اعتلالات الحياة ويخترقوا العوالم المريضة ما لم تمسّهم شرارتها، من للمجانين والمكتئبين والأرواح الشريرة، إذ لم يتمكن الموهوبون من فهمهم، هذه هي وظيفة الأدب الأولى، وظيفة الأدباء اختبار الحياة المريضة ومداواتها بالفن، اختبارها بالتجربة أو بقوة الخيال والقدرة على الاستبطان. "خلف كل موهبة عطب في الشخصية غير قابل للإصلاح" من هذا الثقب تنبجس الحكمة ويتمكن الموهوبون من تشخيص أدواء الحياة.
افضل طرق التعامل معا المبدعين والأعلاميين والشعراء والمثقفين.
لوِّحوا لهم بالأشياء المبهجة من بعيد، ولا تدعوهم يلمسوها؛ أيقظوا خيالاتهم ودعوها جائعة؛ هكذا تنزف أرواحهم دمًا ودموعًا وموهبة ويواصلون خلق المعنى طوال الطريق، ليس ثمة عدو أكثر فتكًا بالموهبة من التخمة وخدر الروح، لا يليق بالموهبة أن تعيش هانئة، قدرها الأبدي هو القلق المفتوح، الروح المتملمة والخيال المحاط بالفوضى الملهمة.
لا تدعوا الحياة تسحقهم حتى تنطفئ مواهبهم، ولا تورطوهم بحياة هانئة، دعوهم ما بين بين، هبوهم ما يحفظ لهم كرامتهم ويمنعم من الموت جوعًا فحسب.
وصية أخيرة: عزيزتي الفتاة الحسناء، تذكري هذه الحكمة حين تتعاملين معهم : إذا تغزل بك شاعر، ارميه بالأحذية، فهو الشيطان الذي سيفسد عليك حياتك وتفسدين عليه موهبته..
غازليه من بعيد ثم لا تدعيه يقترب منك، وإذا رقّ قلبك له، هبيه قليل من الكأس، وغادري قبل أن يرتوي.
تعليقات
إرسال تعليق