تعريف الحب الحقيقي : وكيف ينمو الحب/الحب سلاح ذا حدين
الحب والمعنى الحقيقي له كيف يبعث السعادة والطمأنينة
الحب نموذج للمعاني الكبرى التي تُبنى مع الزمن بهدوء وتروي، وكل ما له معنى بالحياة ينمو بالزمن، كما يقول كاتب عربي. بالتدريج يأتي الحب، يولد من رحم الحياة صغيراً، ثم يكبر معنا شيئاً فشياً. يُبنى الحب من تفاصيل الأيام ويُروى من اللحظات المسروقة، تصقله السنين ليصبح حقيقة دامغة وفكرة عاطفية لا سبيل للخلاص منها.
كيف يبداء الحب
في البداية، يكون الحب فكرة صغيرة غامضة، اندفاع داخلي غير واضح ينمو بسذاجة، ثم في لحظة ما يكتسب شكلاً ومعنى. حتى ليصبح شبه حقيقة تنقصها التشاطيب الأخيرة. في النهاية، تأخذ الفكرة داخلك تكتمل، تصبغها بنكهة خاصة، فتغدو جزءاً أصيلاً من الوجود وهاجساً يستحيل الفكاك منه.
لا يحب المرء مرة واحدة، وينتهي كل شيء. يبدأ الحب صغيراً ثم يكبر، يبزغ كخاطرة وهمية في الخيال ثم يغدو أخيراً فكرة واقعية تحتل مساحة وافرة في العقل والوجدان. يعيش المرء مع الحب أياماً طويلة، شهوراً، أو سنيناً أو ربما دهراً كاملاً، يحيا كشيء منه، يلتصق به كالظل ويعبران النهر معاً، ومعه يعدي المنحدرات ويقطع السهول ويخرق الأرض والجبال.
مراحل الحب وكيف ينمو الحب
بالتدريج ينمو الحب، كزهور النرجس وهي تحتاج إلى من يسقيها ويلفتها عنايته وصبره، ينمو ليصبح فتياً بالغاً مليئاً بالثقة والشجاعة والفعالية والرغبة بالانجاز. يأخذ استقلاله في يوم ما وتتلاشى أنت خلفه، يغدو ظلك وقرينك، هو الميزان المكتمل الذي تقيس من خلال شوكة الوجود كله.
لا يحب الإنسان لسبب وحيد؛ كما لا يكره لسبب وحيد. ولا يوجد طريق ثابت للحب، لا يحب الإنسان وفق قاعدة رتيبة معينة، ولا يوجد أيضاً سبب واحد للحب، إنه فكرة متكاملة ومترابطة، كتلة صلبة متماسكة: جميع أسباب البقاء تحتشد فيك لتقنعك بضرورة ما لا مفر منه، كل معاني الحياة تجتمع لديك لتسحبك نحو الحب عنوة، كل الأشياء التي تتشكل من جمال الطبيعة؛ من الوردة والعطر والموسيقى تخوض معك حواراً عاطفياً محتدماً لأخبارك بجدوى الحب وفعاليته وقيمته المضافة للزمان والمكان والأشياء.
لا يأتي الحب دفعة واحدة، لا شيء في الحياة تقريباً يأتي دفعة واحدة. الحب يأتي بالتدرج، كما الكراهية أيضاً، إنها غرائز تنمو فينا مع مرور الوقت لتأخذ في النهاية صورتها الكاملة في الوجدان. حتى عندما نموت، فمسيرتنا مع الفناء عبارة عن سلسلة من الانحسار البطيء أيضاً، تنتهي بنا إلى الانكماش الكلي ثم الصيرورة إلى العدم.
الحب احساس وفطرة ؟
الحب قصة جميلة، وحكاية مبهجة.. تنتهي أحياناً بمأساة، أو أحداث تراجيدية مؤسفة!
فالحب ليس بالمهمة السهلة أو الخفيفة، كما يذهب اعتقاد البعض.
بل أنه من أخطر التجارب وأشقها.. ففيما يكون مغامرة عاطفية مشوقة، يعد في الوقت نفسه، تجربة شاقة ومهمة غاية في الخطورة.
فنحن، إذاً، حينما نلجئ للحب، نؤمن إيماناً عميقاً بأنه مشروع نجاه. وطريق سلام، وباعث أول للسعادة والطمأنينة، وعامل ضروري من عوامل الاستقرار الذهني والنفسي.
فما إن نخفق في التجربة أو يكتب لنا الفشل، لسبب ما، يفقدنا ذلك صوابنا ونصاب بخيبة أمل كبيرة. فبالتالي تجف مشاعرنا ونفقد حماسنا ويخف توهجنا واندفاعنا العاطفي البريء، بالتدرج. إلى أن يَعطب القلب، في نهاية القصة.
متى يتحول الحب من شي جميل الى فكرة فاسدة
وهنا، يتحول الحب من شيء جميل؛ إلى فكرة فاسدة. ومن كونه صديقاً روحياً رائعاً، يغدو فجأةً، عدواً لدوداً قاتلاً. وعندما أعتقدنا بدايةً، بأن سوف يأنس وحشتنا ويبدد من خوفنا، وبه يمكن أن يتحقق الخلاص من الجفاف العاطفي. يصبح في آخر الأمر، فعلاً محبطاً وسلوكاً ضاراً، ومسبب رئيساً للشقاء والبؤس.
الحب سلاح ذا حدين
الأمر أشبه بمقاتل مصاب، خرج لتوه من المعركة مستنجداً في طلب الماء. كان يرى في حاجته الملحة للماء منقذ من الموت عطشاً.
لكنه في النهاية، بارح الحياة، نازفاً.
لا يأتي الحب دفعة واحدة، لا شيء في الحياة تقريباً يأتي دفعة واحدة. الحب يأتي بالتدرج، كما الكراهية أيضاً، إنها غرائز تنمو فينا مع مرور الوقت لتأخذ في النهاية صورتها الكاملة في الوجدان. حتى عندما نموت، فمسيرتنا مع الفناء عبارة عن سلسلة من الانحسار البطيء أيضاً، تنتهي بنا إلى الانكماش الكلي ثم الصيرورة إلى العدم..
اقراء ايضاً:
تعليقات
إرسال تعليق